تدور الأيام دورتها وليست الليلة أشبه بالبارحة، 25 يناير 2011 حلقة من حلقات انتفاضات شباب مصر الحقيقية، حلقة مجيدة، من الهبة الشعبية التى بدأت سنة 1919 وتبعتها حلقة حركة الطلبة 1968 وتبعتها حلقة 18 و19 يناير 1977 وها هى هبة 25 يناير2011 المباركة التى اكتسبت كل الخبرات العظيمة فاختلفت عن كل ما سبقها من هبات فقد كانت المظاهرات فى 1919 و1968 و1977 هبات شعبية مجيدة للانتقام من حكومات ظالمة، لكن هبة 25 يناير 2011 المجيدة توجت نفسها ثورة مجيدة فريدة فى التاريخ الحديث.
وجدت نفسى يوم الجمعة صباحا فى حاجة ملحة لدخول دورة المياه، ولأننى كنت أبيت فى الميدان فقد وجدت أن دار نشر «ميريت» تلاصق ميدان التحرير فهى لا تبعد عنه أكثر من عشرة أمتار فى بداية شارع قصر النيل، فذهبت إلى «ميريت»، التى كانت خلية حية تمتلئ بالحياة بشباب الثورة يشرف عليهم «محمد هاشم» الناشر وصاحب الدار وهو مناضل قديم اعتقل معنا عدة مرات، وجدت «محمد هاشم» يشرف على مجموعة من الشباب والفتيات فى تحضير الساندوتشات والشاى الساخن لتوزيعه على الشباب فى ميدان التحرير مع البطاطين التى أمكنه جمعها بمعاونة المخرج السينمائى «مجدى أحمد على» والشاعر «إبراهيم داود» اللذين كانا مشتركين فى التظاهر منذ اللحظات الأولى.